الأستاذ حسن ساباز: جائزة للسلام

يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على جرائم الاحتلال باستهداف متعمّد لمراكز توزيع الغذاء في غزة ضمن مخطط لتهجير السكان، ويستنكر ترشيح نتنياهو لترامب لجائزة نوبل للسلام، في مشهد يعكس تواطؤ القتلة وسط صمت دولي وصمود مقاوم.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
في تقرير صادم، كشفت صحيفة هآرتس العبرية، التي تصدر من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن أوامر عسكرية صهيونية صريحة تُعطى للجنود بإطلاق النار عمدًا على نقاط توزيع الغذاء للفلسطينيين في قطاع غزة. وبحسب ما نقله جنود صهاينة، فإن تلك المناطق تُوصف بين أوساط الجيش بـ"حقول الموت"، في إشارة إلى حجم الإجرام المتعمد، حيث يتم قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص يوميًا، فقط لأنهم حاولوا الحصول على طرد غذائي في ظل حصار خانق ومجاعات تتوسع يومًا بعد يوم.
هذه الممارسات الإجرامية أصبحت – في مفارقة سوداء – "اعتيادية" إلى درجة أن المؤسسة العسكرية والسياسية للاحتلال لم تُكلّف نفسها حتى عناء إصدار تبرير واهٍ على طريقة "أُطلق النار بالخطأ"، فكل شيء بات مقصودًا، وكل شيء بات مسموحًا، طالما أن الضحية فلسطيني أعزل يبحث عن لقمة.
وفي الوقت الذي يصمت فيه العالم أمام مشهد المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الطعام، تواصل حكومة الاحتلال رسم مخططاتها لتفريغ غزة من سكانها، فقد شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على دعمه لخطة إخلاء غزة من سكانها، كما تبيّن أن "معهد توني بلير" البريطاني هو الآخر جزء من مشروع لتحويل غزة إلى "ريفييرا"، بعد القضاء على من يسكنها من الفلسطينيين، وفي تصريح فجّ، قال أحد وزراء الاحتلال بصراحة: "لا يجب أن يبقى أي فلسطيني في غزة".
وفي المقابل، ورغم المجازر والحصار والتجويع، جاءت عملية بيت حانون كصفعة على وجه الاحتلال، لتؤكد أن المقاومة ما زالت حيّة، فقد نفّذت المقاومة عملية نوعية في شمال غزة، حيث ادّعى الاحتلال بدايةً مقتل خمسة من جنوده، ثم عاد ليقول إنهم احترقوا داخل مركبتهم لدرجة عدم التعرّف عليهم، مع اعتراف بإصابة 26 آخرين.
تفاصيل العملية تؤكد أنها كانت محكمة التخطيط والتنفيذ؛ فقد فجّرت مدرعات، واستُهدفت وحدات الدعم، بل حتى المجموعة الثانية التي أُرسلت للإنقاذ سقطت في كمين، وتشير كل المعطيات إلى أن عدد القتلى أكبر بكثير مما يُعلن، خصوصًا مع وجود مرتزقة من 16 دولة يقاتلون ضمن صفوف الاحتلال، ولا تُحتسب خسائرهم ضمن أرقام الجيش الرسمية.
في الداخل الصهيوني، تتفاقم أزمة التجنيد الإجباري، لا سيما بين "الحريديم" (اليهود الأرثوذكس)، الذين يرفضون الالتحاق بالجيش، وقد هدد حزب "شاس" الديني بالانسحاب من الحكومة في حال تم فرض التجنيد على أتباعه، وما يزيد الأمر تعقيدًا أن الحكومة الحالية توصف بأنها "الأكثر تدينًا" في تاريخ الكيان، فيما يُقتل في المعارك الجنود العلمانيون واليساريون، ما يخلق شرخًا متناميًا داخل المجتمع الصهيوني ويهدد وحدته الهشة.
أمام هذه الأزمة المركبة، سارع نتنياهو إلى واشنطن، طالبًا العون من ترامب، ولم يكتفِ بذلك، بل أعلن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام! نعم، مجرم الحرب يُرشح مجرمًا آخر لنيل أرفع الجوائز تحت مسمى "السلام"، أما رد ترامب فكان معبّرًا عن عمق العلاقة بين الجريمة والتواطؤ:
"شكرًا جزيلًا، خصوصًا أن هذا يأتي منك، فهذا يعني لي الكثير."
وهكذا، بينما يُقتل الفلسطيني جوعًا برصاص القنّاصة، ويُمنع عن لقمة عيشه، يتم تلميع صورة القاتل وتسويق شريكه بوصفه "رجل سلام".
إنها مأساة مركبة، تُظهر حجم الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي وصل إليه العالم، وتُثبت – مرة أخرى – أن الكفاح وحده هو ما يصنع الأمل، وأن عملية واحدة في بيت حانون قادرة على إعادة التوازن في معادلة الظلم والمقاومة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن (6 - 7) من سلسلة: الجماعة الإسلامية المصرية… من المواجهة إلى الرؤية، ما يلي:
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من أن الحديث عن السلام والتخلي عن سلاح PKK لا يزال كلامًا فارغًا دون خطوات فعلية، وسط استمرار الدعم العسكري لبعض الجماعات المسلحة، كما ويشدد على ضرورة أن يكون التخلي حقيقيًا وليس استعراضيًا، لتحقيق سلام حقيقي وأمن مستدام للشعوب.
هاجم الأستاذ محمد أشين تصريحات زعيم المعارضة أوزغور أوزال التي لوّح فيها بمصير مشابه لمحمد مرسي، معتبرًا أنها تهديد مباشر للديمقراطية التركية، وتحريض على الفوضى تحت ستار الشارع والديمقراطية.